Jumat, 29 Mei 2009

مَوْلِد النُّورِ

حياة النبيّ ِ

ظلّت الكعبةُ المشرفةُ التي بناها إبراهيم و إسماعيلُ عليهما السلامُ في مكّةَ هي بيتِ اللهِ الحرامَ الذي يحُجُّ إليهِ العربُ من كافّةِ أرجاءِ جزيرةِ العربِ كلَّ عامٍز ولكنْ معَ مروررِ الزمانِ بدأ الناسُ يعبدون الأصنامَ ويضعونَهاحول الكعبةِ للتَّبرُّك بها.

وكان اهتمامُ العربِ بالكعبةِ وتعظيمُهم لها يُثيرُ غَيرَةَ و حسدَ كثيرٍ مِن الملوكِ مالحكامِ في بلادِ المجاوِرةِ ، وكان أبرهةُ الحبشِيُّ ملِكُ اليمنِ مِن أشدِّ هؤلاء غيظاً وحِقداً مِن تلك المكانةِ التي تحظى بها الكعبةُ في قلوبِ العربِ.

بنى أبرهةُ كنِيسةً عظيمةً سمّاها القلَّيْس ، كنتْ أكبرَ وأجملَ بِناءٍ شهِدَه العربُ ، وأراد أبرهةُ أنْ يصرِفَ الناسَ عن الذَهابِ إلى الكعبة ، ويحُجُّ إلى القلَّيْس بدلاً منها ، لكنّ العربَ لمْ يهتمّوا بأمر تلك الكنيسةِ ، ولمْ يذهبْ أحدٌ لزيارتِها.
غضِبَ أبرهةُ غَضَباً شديداً ، وجهَّز جَيْشًاكبيرًا ، جعل على مُقدّمتِه فيلاً ضخمًا ، وخرجَ إلى مكّةَ يريدُ هدْمَ الكعبةِ ، وحِينما علِمَ العربُ بذلك خرجتْ بعضُ القبائلِ لقتالِه ، ولكنّه هزَمَهم وانتصرَ عليهم.

أمرَ أبرهةُ جنودَهُ بالتقدُّمِ نحو الكغبةُ لهدْمِها ، ولكنّ الفيلَ بركَ على الأرضِ ورفضَ التحركَ مِن مكانتِه ، وكان الجنودُ كُلَّما وجَّهوه نحوَ جهةٍ أخرى يقومُ مُسرِعًا ، فإذا ما وجّهوه نحو الكعبةِ برك مرّةً أُخرى ، ورفض التحرُّكَ.

وفجأةً أظلمتِ السماءُ ، وغطّتِ المكانَ سحابَةٌ كبيرةٌ سوداءُ ، كانتِ السحابةُ عبارةً عنْ مجموعةٍ ضخْمةً من الطيورِ الصغيرةِ. راحَتِ الطيورُ تُلقي بقِطَعٍ صغيرةٍ من الحجارةِ على أبرهةَ وجنودِهِ ، فكانتْ هذه الحجارةُ لا تُصيبُ أحدًا منهم إلا أهلكتْه. وأسرع مَن نجا مِنهم بالهربِ ، والعودَةِ إلى اليمنِ ، وسمّى الناسُ هذا العامَ –عامَ الفيل- وفيهِ وُلِدَ النبيُّ ص.م

كان النبيُّ –محمّدٌ ص.م- مايزالُ جنينًا في بطن أمِّه عندَما ماتَ أبوه –عبدُ الله بنُ عبدِ المطّلِبِ- وهو في طريق عودَتِه مِن رحلةٍ تجاريَّةٍ إلى الشامِ فدُفنَ في المدينةِ عند أخوالِه من بني النجارِ.

وحينما وضعتِ السيِّدةُ آمنةُ بنتُ وهبٍ مولودَها ، فرِح به جدُّه عبدُ المطّلِبِ فرحًا شديدًا ، وسمّاه محمّدًا

وكان مِن عادَةِ العربِ أنْ يرسِلوا مواليدَهم غلى الباديةِ مع المرضعاتِ ، لينشئوا أقوياءَ الجسمِ فصحاءَ اللسانِ.

وكان الوليدُ محمّدٌ ص.م مِن نصيبِ السيّدةِ حليمةَ السعْديَّةِ، فأخذتْه معها إلى ديارِ قومِها بني سعدٍ.

عاشَ محمّدٌ ص.م في ديارِ بني سعدٍ نحو أربع سنوات ، وكان وجودُه بينَهم سَبَبَ خَيرٍ وبركةٍ كثيرةٍ عليهم ، ثمَّ عادَ بعدَ ذلك إلى مكّةَ ليعيش في أحضان أمِّه شهورًا قليلةً ، وكأنّه يوَدِّعُها قبل أن ترحلَ عن هذه الدنيا

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Mohon Nasehatnya, Jazakumullahu khair